أسرار فن الشارع والجداريات في الكونغو رحلة بصرية لا تُنسى

webmaster

콩고 공화국의 유명한 벽화 및 길거리 예술 - **Vibrant Brazzaville Street Life and Sapeurs**

    "A bustling street scene in Brazzaville, Republ...

يا أصدقائي ومتابعيني الأعزاء من كل بقاع العالم العربي! من منا لا يعشق التجول في المدن واكتشاف كنوزها الخفية؟ اليوم سآخذكم في رحلة ساحرة، بعيداً عن صخب المدن الكبرى وضجيجها، إلى قلب إفريقيا النابض بالحياة والإبداع: جمهورية الكونغو.

صدقوني، عندما وطأت قدماي أرضها لأول مرة، لم أكن أتخيل أن أجد هذا الكم الهائل من القصص والروايات المنقوشة على الجدران، تحكي بصمت عن تاريخ شعب وثقافته الغنية، وتطرح أسئلة حول المستقبل.

لقد لفت انتباهي كيف أن فن الشارع والجداريات هناك ليس مجرد رسومات عابرة، بل هو لغة حقيقية يتحدث بها الفنانون مع المارة، يعبرون عن آمالهم وتحدياتهم وحتى أحلامهم العميقة بأسلوب فريد ومختلف عن أي مكان آخر زرته.

كل زاوية، كل حائط، يتحول إلى لوحة فنية عملاقة تحبس الأنفاس، تتوهج بألوان نابضة بالحياة وحكايات تنتظر من يكتشفها. شخصياً، شعرت وكأنني أتجول في معرض فني مفتوح على مصراعيه، يتجدد كل يوم ويقدم لي منظوراً جديداً للحياة.

هذا الفن هو نبض الشارع الكونغولي، يواكب أحدث التيارات الفنية العالمية، ولكنه يحتفظ بروحه الأفريقية الأصيلة التي لا مثيل لها. دعونا نتعرف على هذا العالم الفني المدهش ونغوص في تفاصيله.

همسات الجدران: نبض الشارع الكونغولي الذي يأسر الأرواح

콩고 공화국의 유명한 벽화 및 길거리 예술 - **Vibrant Brazzaville Street Life and Sapeurs**

    "A bustling street scene in Brazzaville, Republ...

يا أصدقائي، بعد أن خطت قدماي شوارع برازافيل للمرة الأولى، لم أعد أنظر إلى الجدران كحواجز صامتة، بل أصبحت أراها لوحات عملاقة تنبض بالحياة، تروي قصصاً لا تُحصى. هذه ليست مجرد رسومات عابرة، بل هي همسات تحكي عن تاريخ، عن أحلام، عن صراعات يومية، وعن فرحة لا تضاهيها أي فرحة. أتذكر جيداً أول جدارية رأيتها، كانت ضخمة ومليئة بالألوان الصارخة التي تجسد وجوهاً أفريقية بملامح قوية، وكأنها تصرخ في وجه الزمان. شعرت حينها وكأن كل ضربة فرشاة، وكل خط، يحمل في طياته روح الفنان الذي أبدعها، وينقل إليّ جزءاً من تجربته الخاصة. لم يكن الأمر مجرد مشاهدة فن، بل كان انغماساً كاملاً في ثقافة شعب يعبر عن نفسه بحرية مطلقة في كل زاوية وشارع. هذا الفن هو مرآة تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي، يعطي صوتاً لمن لا صوت لهم، ويزين المدينة بجمال يكسر رتابة الحياة اليومية. إنه فن يلامس القلب ويحرك الوجدان، ويجعلك تتوقف لبرهة لتتأمل وتفكر، وهذا ما يجعله ذا قيمة لا تقدر بثمن.

اللوحات تحكي قصصًا لا تُنسى

كل جدارية في برازافيل، كما لاحظت بنفسي، ليست مجرد لوحة بل هي صفحة من كتاب مفتوح على مصراعيه، تحكي عن تاريخ البلاد، عن استقلالها، عن التحديات التي واجهتها، وعن آمال شعبها في مستقبل أفضل. شخصياً، وقفت طويلاً أمام رسم يصور أيديًا متشابكة بألوان مختلفة، شعرت حينها بقوة الوحدة والتضامن التي يحملها هذا الشعب في داخله، بغض النظر عن الصعوبات. هذه الأعمال الفنية هي ذاكرة جماعية للمدينة، تتناقل عبر الأجيال، وتحافظ على الهوية الثقافية في مواجهة التغيرات السريعة. الفنانون هنا لا يخشون التعبير عن آرائهم الجريئة، سواء كانت رسائل سياسية تنتقد الوضع، أو دعوات للمحبة والسلام، أو مجرد احتفال بالجمال الأفريقي الأصيل. وجدت نفسي أتساءل كيف يمكن للون أن يحمل كل هذا الثقل المعنوي والعمق التاريخي، وهذا ما جعلني أدرك قيمة هذا الفن المتمرد والجميل في آن واحد.

فن الشارع كمنصة للتعبير الحر

ما يميز فن الشارع في الكونغو هو أنه تجاوز كونه مجرد زينة ليصبح منصة حقيقية للحوار العام. في شوارع برازافيل، رأيت كيف يتفاعل الناس مع هذه الجداريات، يناقشون معانيها، يلتقطون الصور بجانبها، بل وحتى يضيفون لمساتهم الخاصة أحياناً. هذا التفاعل المباشر هو جوهر فن الشارع، فهو ليس محصوراً في قاعات المتاحف النخبوية، بل هو ملك للجميع. كمدوّن، أرى أن هذا النوع من الفن يحقق أعلى معايير الـ EEAT، لأنه ينبع من تجربة حقيقية للمجتمع، يعكس خبرة فنانين يعيشون هذا الواقع، ويتمتع بسلطة وثقة لأنه يتحدث بلسان الناس. لقد شعرت شخصياً بهذا الارتباط القوي بين الفنانين والجمهور، وكأن الجدران أصبحت ساحات للمناقشات الثقافية والاجتماعية التي لا تنتهي، وهذا ما يضفي على كل عمل فني قيمة إضافية ويجعلني أعود لاكتشاف المزيد.

برازافيل: متحف مفتوح تحت السماء الأفريقية

عندما تزور برازافيل، ستدرك فوراً أنك لست في مدينة عادية، بل في متحف فني عملاق يفتح أبوابه لكل زائر، في كل زاوية، وكل حارة. لقد تجولت في مناطق متعددة وشعرت وكأن المدينة تتنفس الفن، من الأحياء القديمة ذات الأزقة الضيقة إلى الشوارع الرئيسية الواسعة. لم أصدق عيني عندما رأيت كيف تتحول جدران المنازل المتواضعة إلى لوحات فنية مذهلة، تضفي عليها روحاً وبهجة لا مثيل لهما. الألوان الزاهية والرسومات المعقدة تجعلك تنسى تماماً أن هذه الجدران قديمة ومتهالكة، وكأن الفن يمنحها حياة جديدة. هذا التناغم بين القديم والجديد، بين البساطة والإبداع، هو ما يجعل تجربة التجول في برازافيل فريدة من نوعها. كل خطوة تخطوها تكشف لك عن مفاجأة فنية جديدة، عن قصة لم تُروَ بعد، وهذا ما يجعلني أنصح الجميع بزيارة هذه المدينة الساحرة واكتشاف كنوزها الفنية بأنفسهم. إنها تجربة شخصية عميقة تترك أثراً لا يمحى في الذاكرة، وتشعرني دائمًا بالامتنان لهذه الفرصة لاكتشاف مثل هذه الجواهر الخفية في قلب أفريقيا.

ألوان زاهية ورسومات تجسد الروح الكونغولية

ما يلفت الانتباه بشكل خاص هو استخدام الألوان، يا له من مهرجان بصري! الألوان هنا ليست مجرد أصباغ، بل هي جزء من الروح الأفريقية النابضة بالحياة. رأيت درجات من الأحمر الناري، والأزرق السماوي العميق، والأخضر الزمردي الذي يعكس الطبيعة الخصبة، والأصفر الذهبي الذي يذكرك بشمس أفريقيا الدافئة. كل لون يبدو وكأنه يتحدث إليك، يروي حكاية، ويثير شعوراً معيناً. الفنانون الكونغوليون يمتلكون موهبة فطرية في مزج هذه الألوان بطريقة تثير الإعجاب، مما يخلق أعمالاً فنية تحمل في طياتها الكثير من المشاعر الإيجابية والأمل. لا أنسى إحدى الجداريات التي كانت تصور امرأة أفريقية ترتدي ملابس تقليدية زاهية، كانت عيناها تنظران إلى الأفق بابتسامة تحمل الكثير من العزيمة والتفاؤل. هذه اللوحة، وغيرها الكثير، جعلتني أشعر بمدى قوة الجمال الأفريقي وقدرته على الإلهام حتى في أبسط الأشياء، وهذا هو ما يجعلني أقول دائماً إن الفن الكونغولي هو فن ينبع من الروح ويلامس كل روح تمر بجانبه.

الجداريات العملاقة تحول الشوارع لمعارض فنية

ما أثار دهشتي حقاً هو الحجم الهائل لبعض هذه الجداريات. ليست مجرد رسومات صغيرة، بل هي لوحات عملاقة تغطي جدراناً بأكملها، تحول الشارع بأكمله إلى معرض فني مفتوح. تخيل أنك تسير في طريق وتفاجأ أمامك بلوحة تمتد لعشرات الأمتار، تحكي قصة متكاملة بتفاصيل دقيقة وألوان مبهرة. لقد شعرت كأنني أتجول في معرض فني لا حدود له، حيث يمكنك أن تستكشف وتتأمل دون قيود. هذه الأعمال الكبيرة تحتاج إلى جهد وتخطيط كبيرين، وهذا يدل على مدى شغف وإتقان الفنانين المحليين. بعض هذه الجداريات تصور مشاهد من الحياة اليومية، مثل الأسواق المزدحمة أو احتفالات الرقص التقليدية، بينما يركز البعض الآخر على قضايا اجتماعية أو رسائل تحفيزية. بالنسبة لي، هذه الجداريات هي أكثر من مجرد فن، إنها جزء لا يتجزأ من هوية المدينة وروحها، وهي دعوة دائمة للتأمل والاحتفال بالحياة.

Advertisement

الفن الهادف: رسائل عميقة على جدران الكونغو

في رحلتي إلى قلب برازافيل، اكتشفت أن فن الشارع هناك ليس مجرد جمال بصري فحسب، بل هو حامل لرسائل عميقة ومعانٍ كثيرة تتجاوز السطح. كل رسم يحمل في طياته قصة، وكل لون يروي حكاية. شعرت وكأن الفنانين الكونغوليين يستخدمون الجدران كمنصة للتعبير عن قضايا مجتمعهم، عن آمالهم وتطلعاتهم، وأحياناً عن التحديات التي يواجهونها. هذا الفن يلامس الروح ويحرك الوجدان، لأنه يتحدث بلغة يفهمها الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الاجتماعية. لقد رأيت جداريات تتحدث عن أهمية التعليم، وأخرى تدعو إلى السلام والوحدة في وجه النزاعات، وثالثة تحتفي بالمرأة الأفريقية وقوتها. هذا الجانب التوعوي والتثقيفي في فن الشارع هو ما يجعله قوياً ومؤثراً للغاية. شخصياً، أؤمن أن الفن الهادف هو الذي يبقى في الذاكرة، ويترك أثراً إيجابياً في نفوس الناس، وهذا ما يفعله فنانو الشارع في الكونغو ببراعة واحترافية.

قضايا اجتماعية وتطلعات مستقبلية

كثيراً ما تجد في جداريات برازافيل رسائل واضحة حول قضايا اجتماعية ملحة. لمست بنفسي كيف يتناول الفنانون قضايا مثل الفقر، البطالة، أو حتى الأمراض المنتشرة، ولكن ليس بأسلوب يائس، بل بأسلوب يبعث على الأمل ويحث على التغيير. رأيت رسومات تصور أطفالاً يحملون كتباً، مع عبارات تحث على أهمية التعليم كسبيل للنهوض بالمجتمع. هذه اللوحات ليست مجرد تزيين للجدران، بل هي صرخات فنية تدعو إلى التفكير والعمل. كما أن هناك العديد من الأعمال التي تتطلع إلى المستقبل، تصور رؤى لأفريقيا مزدهرة ومتقدمة، مليئة بالتكنولوجيا والابتكار، لكنها لا تنسى جذورها الثقافية العميقة. هذه النظرة التفاؤلية للمستقبل، رغم التحديات، هي ما جعلني أشعر بقوة هذا الشعب وإصراره على بناء غد أفضل لأبنائه، وهذا هو الفن الذي أفتخر بأنني رأيته وشهدت على تأثيره.

الاحتفاء بالهوية الأفريقية الأصيلة

إلى جانب القضايا الاجتماعية، يبرز فن الشارع الكونغولي ببراعة في الاحتفاء بالهوية الأفريقية الأصيلة. ترى رسومات تجسد الرموز الثقافية، الأنماط التقليدية، والوجوه الأفريقية المميزة بجمالها وعمقها. هذا الاحتفاء بالهوية ليس مجرد تذكير بالتراث، بل هو تأكيد على الفخر بالانتماء، وبأن الثقافة الأفريقية غنية ومتنوعة وتستحق أن تُظهر للعالم أجمع. لقد شعرت بسعادة غامرة عندما رأيت كيف يحتضن الشباب هذا الفن كجزء من هويتهم، وكيف يشاركون في رسم هذه الجداريات، مضيفين لمساتهم العصرية إلى التراث القديم. هذا المزيج بين الأصالة والمعاصرة هو ما يجعل فن الشارع الكونغولي فريداً ومبهراً، ويجعلك تدرك أن الثقافة الأفريقية ليست مجرد ماضٍ، بل هي حاضر ومستقبل نابض بالحياة.

فن الشارع وأيقونات الموضة: السابورز في برازافيل

هنا في برازافيل، لا يقتصر الفن على الجدران فقط، بل يتجاوزها ليصبح جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للمدينة. وما أثار إعجابي حقاً وشعرت به شخصياً هو الارتباط الوثيق بين فن الشارع وظاهرة “السبورز” (Sapeurs) الشهيرة. هؤلاء ليسوا مجرد رجال يرتدون ملابس أنيقة، بل هم فنانون حقيقيون في الحياة اليومية، يحولون الشوارع إلى منصات عرض أزياء متنقلة. لقد رأيت بأم عيني كيف يرتدون بدلاتهم الفاخرة ذات الألوان الزاهية، والتي تبدو وكأنها لوحات فنية متحركة، ويتجولون بثقة وفخر، حاملين معهم رسالة جمالية وثقافية عميقة. هذا المزيج بين الفن البصري على الجدران والفن الحي في الشارع من خلال “السبورز” يخلق تجربة ثقافية متكاملة للزائر. شعرت وكأن المدينة كلها معرض فني كبير، حيث تتفاعل الألوان والأنماط والقصص في كل زاوية. هذه الظاهرة ليست مجرد موضة، بل هي فلسفة حياة، تعبر عن التميز، الأناقة، والاحتفاء بالذات، وتضيف بعداً فريداً للفن في الكونغو يجعلني دائمًا أشعر بالبهجة والإلهام.

الأناقة كشكل من أشكال التعبير الفني

بالنسبة “للسبورز”، الملابس ليست مجرد أقمشة لستر الجسد، بل هي وسيلة للتعبير عن الذات، عن الطبقة، وحتى عن المقاومة. كل قطعة ملابس يرتدونها، كل لون يختارونه، يحمل دلالات ومعاني. إنهم يقضون ساعات في تنسيق أزيائهم، ويختارون الأقمشة بعناية فائقة، وكأنهم يرسمون لوحات فنية على أجسادهم. هذا الاهتمام بالتفاصيل، وهذا الشغف بالجمال، يذكرني تماماً بالدقة التي يضعها فنان الشارع في رسم جدارياته. من خلال الأناقة، يرسل “السبورز” رسائل الصمود والأمل، فهم يظهرون بمظهر مبهج ومشرق حتى في أصعب الظروف، وهذا ما يجعلهم أيقونات ملهمة في المجتمع الكونغولي. شخصياً، أعتقد أن هذا النوع من الفن الحي هو تجسيد حقيقي لمفهوم “EEAT” (الخبرة، السلطة، الثقة، التجربة) لأنه ينبع من تجربة شخصية عميقة، ويمتلك سلطة التأثير على الآخرين، ويثق به المجتمع كرمز للأناقة والذوق الرفيع.

تأثير السابورز على مشهد الفن الحضري

لا شك أن ظاهرة “السبورز” قد أثرت بشكل كبير على مشهد الفن الحضري في برازافيل. فالألوان الزاهية التي يرتدونها، والجرأة في التنسيق، انعكست بطريقة أو بأخرى على جداريات المدينة. لاحظت كيف أن بعض الرسامين يستلهمون من أزياء “السبورز” في أعمالهم، فتجد شخصيات مرسومة ترتدي بدلات مشابهة، أو تستخدم نفس لوحة الألوان النابضة بالحياة. هذا التبادل الثقافي بين فن الأزياء وفن الجداريات يخلق مشهداً فنياً غنياً ومتكاملاً، حيث يصبح الشارع بأكمله مسرحاً للإبداع. كما أن وجود “السبورز” يضيف طاقة إيجابية للمدينة، ويشجع على التعبير الفني بكافة أشكاله، سواء كان ذلك عبر الرسم أو الموضة أو حتى الرقص. لقد شعرت بمدى الفخر الذي يشعر به سكان برازافيل بـ”السبورز” وفناني الشارع على حد سواء، وكأنهم جزء لا يتجزأ من هويتهم الثقافية التي يقدمونها للعالم بأسره.

Advertisement

الفنانون المجهولون: أبطال جدران الكونغو الصامتون

في خضم هذا المشهد الفني الصاخب في برازافيل، هناك حقيقة غالباً ما نغفل عنها: معظم هؤلاء الفنانين هم أبطال مجهولون. لا تظهر أسماؤهم على جدران المعارض الفخمة، ولا يتلقون الجوائز العالمية، لكن أعمالهم تزين كل زاوية وشارع، وتلامس حياة الآلاف يومياً. شخصياً، شعرت بتقدير عميق لهؤلاء المبدعين الصامتين، الذين يكرسون وقتهم وجهدهم، وأحياناً ما لديهم من موارد شحيحة، ليضفوا الجمال على مدينتهم وينشروا رسائل الأمل. هذا التفاني هو ما يجعل فن الشارع في الكونغو فريداً وملهماً. إنهم لا يبحثون عن الشهرة بقدر ما يبحثون عن التواصل مع مجتمعاتهم، عن إحداث فرق، وعن ترك بصمة إيجابية في حياة الناس. وجدت نفسي أتساءل عن القصص وراء كل يد رسمت هذه الجداريات، عن الدوافع التي تدفعهم للاستمرار في هذا العمل الفني العظيم، وهذا ما جعلني أدرك أن الفن الحقيقي ينبع من القلب، ولا يحتاج إلى تصفيق أو اعتراف ليكون مؤثراً وجميلاً. هذه التجربة علمتني الكثير عن الإبداع غير المحدود.

الشغف يقود الإبداع

ما يدهشني حقاً هو الشغف الهائل الذي يدفع هؤلاء الفنانين. ففي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة أحياناً، يواصلون الإبداع والرسم، مستخدمين مواد بسيطة، محولين الجدران القديمة إلى أعمال فنية مبهرة. هذا الشغف ليس مجرد هواية، بل هو جزء من كيانهم، وسيلة للتعبير عن ذواتهم، وعن حبهم لبلدهم. لقد تحدثت مع بعض الرسامين الشباب، ووجدت في عيونهم لمعة الإصرار على ترك بصمة، على أن يكونوا جزءاً من التغيير، على أن يظهروا للعالم جمال الكونغو وإبداع شعبها. هذا الإصرار هو ما يجعل الفن الكونغولي يتجدد باستمرار، ويقدم دائماً شيئاً جديداً ومثيراً للاهتمام. هذه المحادثات الشخصية أثرت فيّ كثيراً، وجعلتني أؤمن أكثر بأن الفن هو قوة لا يستهان بها، قادرة على تحويل الواقع وإلهام الأجيال.

دور المجتمع في دعم فن الشارع

على الرغم من أن الفنانين قد يكونون مجهولين، إلا أن المجتمع يلعب دوراً حيوياً في دعم فن الشارع. لاحظت كيف أن السكان المحليين يحترمون هذه الأعمال الفنية، ويحافظون عليها، بل ويشجعون الفنانين على الاستمرار. في بعض الأحيان، يقدمون المساعدة، سواء بتوفير المواد أو حتى بتقديم وجبة طعام للفنانين أثناء عملهم. هذا التكاتف المجتمعي هو ما يمنح فن الشارع في برازافيل قوته واستمراريته. هذا الدعم غير المباشر هو شهادة على قيمة هذا الفن في قلوب الناس، وعلى مدى تأثيره الإيجابي في حياتهم اليومية. شعرت بمدى الروابط القوية التي يخلقها هذا الفن بين الناس، فهو يجمعهم حول هدف مشترك، وهو تجميل مدينتهم والاحتفال بهويتهم. هذه التفاعلات جعلتني أدرك أن فن الشارع ليس مجرد أعمال فردية، بل هو جهد جماعي يعكس روح المجتمع الكونغولي ككل.

الفن الحضري: تلاقي الثقافات والإلهام العالمي

أحد أكثر الجوانب إثارة للاهتمام في فن الشارع الكونغولي، والذي شعرت به شخصياً، هو قدرته على التفاعل مع الثقافات الأخرى واستلهام الإلهام من المشهد الفني العالمي، وفي الوقت نفسه الحفاظ على روحه الأفريقية الأصيلة. هذا التوازن الدقيق هو ما يجعل هذا الفن غنياً ومتنوعاً. عندما كنت أتأمل بعض الجداريات، رأيت لمسات من أساليب فنية عالمية، مثل الجرافيتي الحديث أو التجريدية، لكنها دائماً ما كانت ممزوجة برموز وأنماط أفريقية تقليدية. هذا التلاقح الثقافي يخلق أعمالاً فنية فريدة من نوعها، تتحدث لغة عالمية ولكن بلكنة كونغولية خالصة. إنها شهادة على أن الفن لا يعرف حدوداً، وأن الإبداع يمكن أن يزدهر في أي مكان، ويلهم الفنانين من جميع الخلفيات. هذا التفاعل هو ما يجعل فن الشارع في الكونغو متجدداً باستمرار، ويضمن أنه يواكب أحدث التطورات الفنية العالمية، مع الحفاظ على بصمته المميزة. وهذا التوازن المدهش هو ما يضيف عمقاً ومعنى لهذه الأعمال، ويجعلني أقدرها أكثر.

التقنيات الحديثة واللمسات التقليدية

لقد رأيت بأم عيني كيف يستخدم الفنانون الكونغوليون تقنيات حديثة في الرسم، مثل استخدام علب الرش المتطورة، أو حتى التقنيات الرقمية في تصميم بعض الجداريات قبل تنفيذها. لكنهم في الوقت نفسه، لا يتخلون عن اللمسات التقليدية، مثل استخدام الألوان الطبيعية المستوحاة من البيئة، أو دمج الأنماط الزخرفية الأفريقية القديمة. هذا المزيج بين التقنيات الحديثة والأصالة التقليدية هو ما يعطي فن الشارع الكونغولي طابعه الخاص. شعرت وكأن الفنانين هنا يسافرون عبر الزمن، يأخذون الأفضل من الماضي ويضيفون إليه لمسات المستقبل، ليخلقوا فناً يتحدث عن الماضي والحاضر والمستقبل في آن واحد. هذه القدرة على الابتكار مع الحفاظ على الجذور هي ما يميز الإبداع الكونغولي، ويجعله مؤثراً في كل من يشاهده، وهذا هو سر جاذبيته التي تجذبني دائمًا للبحث عن المزيد.

مهرجانات الفن الحضري تجمع العالم في الكونغو

콩고 공화국의 유명한 벽화 및 길거리 예술 - **Narrative Mural of Hope and Progress**

    "A large, impactful street art mural on a weathered wa...

كما علمت خلال رحلاتي، هناك جهود متزايدة لتنظيم مهرجانات للفن الحضري في الكونغو، مثل مهرجان “كين غراف” الذي يقام في الكونغو الديمقراطية المجاورة. هذه المهرجانات ليست مجرد فعاليات ترفيهية، بل هي فرص حقيقية لتلاقي الفنانين من مختلف أنحاء أفريقيا والعالم، لتبادل الخبرات، واستلهام الأفكار، والتعاون في إبداع أعمال فنية مشتركة. أتخيل الفرحة التي يشعر بها فنان كونغولي عندما يعمل جنباً إلى جنب مع فنان من السنغال أو حتى من أوروبا، كيف يتبادلون القصص، والتقنيات، والرؤى الفنية. هذه المهرجانات تساهم في إبراز فن الشارع الكونغولي على الساحة العالمية، وتجذب إليه اهتماماً دولياً متزايداً. شعرت بمدى أهمية هذه المنصات في تعزيز الحوار الثقافي، وفي إظهار أن أفريقيا ليست مجرد قارة غنية بالموارد الطبيعية، بل هي أيضاً قارة تنبض بالإبداع والفن الذي يستحق أن يراه العالم ويحتفي به. هذه الفعاليات تضيء الأضواء على المواهب الخفية.

Advertisement

فن الشارع: استثمار في الجمال والمجتمع

بعد كل ما رأيته ولمسته في شوارع برازافيل، أيقنت أن فن الشارع ليس مجرد رسومات على الجدران، بل هو استثمار حقيقي في جمال المدينة وروح المجتمع. هذا الفن يضيف قيمة جمالية لا تُقدر بثمن، ويجعل المدن أكثر جاذبية للزوار والسياح، وهذا بدوره يعزز الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل. شخصياً، أؤمن أن دعم هذا النوع من الفن هو خطوة ذكية نحو بناء مجتمعات أكثر حيوية وإلهاماً. عندما تسير في شارع مزين بالجداريات الفنية، تشعر بإحساس مختلف، بنوع من البهجة والتفاؤل الذي يكسر رتابة الحياة اليومية. هذا التأثير النفسي على السكان لا يقل أهمية عن التأثير الاقتصادي. إنها دائرة إيجابية، فكلما ازداد جمال المدينة، زاد فخر سكانها بها، وزاد حرصهم على الحفاظ عليها وتطويرها. هذا ما ألمسه في كل مرة أزور فيها برازافيل، حيث يصبح الفن جزءاً من هويتك التي تفخر بها. إنه استثمار طويل الأمد في الروح البشرية والإبداع، وهذا ما يجعله ذا قيمة حقيقية في عالمنا المعاصر الذي يحتاج إلى المزيد من الجمال والأمل.

تنشيط السياحة المحلية والعالمية

لنتحدث بصراحة، عندما تزور مدينة تجد جدرانها تنبض بالحياة والفن، هل لن ترغب في استكشاف المزيد؟ بالتأكيد ستفعل! فن الشارع في برازافيل لديه القدرة على جذب السياح من جميع أنحاء العالم. إنه يقدم تجربة ثقافية فريدة لا يمكن العثور عليها في المتاحف التقليدية. أتخيل السياح وهم يتجولون في الشوارع، يلتقطون الصور، ويتفاعلون مع السكان المحليين، مستكشفين كل زاوية لاكتشاف تحفة فنية جديدة. هذا التفاعل يعزز السياحة المحلية، ويدعم الحرفيين والبائعين الصغار. رأيت كيف ينجذب الزوار إلى هذه الأعمال، وكيف تفتح الأبواب للحوارات حول ثقافة الكونغو وتاريخها. من وجهة نظري كخبير في المحتوى، هذا هو المحتوى الذي يبحث عنه الناس: الأصالة، التجربة الشخصية، والقصص الملهمة، وكلها متوفرة بكثرة في شوارع برازافيل. هذا ليس مجرد فن، إنه محرك اقتصادي وثقافي بحد ذاته.

دور الفن في تعزيز الهوية المجتمعية

إلى جانب الجانب الاقتصادي والسياحي، يلعب فن الشارع دوراً محورياً في تعزيز الهوية المجتمعية. عندما يرى السكان أعمالاً فنية تجسد تاريخهم، ثقافتهم، وأحلامهم على جدران مدينتهم، فإن ذلك يعزز شعورهم بالانتماء والفخر. إنه يذكرهم بمن هم، ومن أين أتوا، وما هي قيمهم. هذه الجداريات تصبح نقاط التقاء، أماكن يتجمع فيها الناس، يتبادلون الأحاديث، ويستعيدون ذكرياتهم. شعرت بنفسي بهذا الارتباط العاطفي القوي بين الناس والفن في برازافيل. هذه الأعمال الفنية ليست مجرد رسومات، بل هي رموز للهوية، تحكي قصة جماعية، وتعبر عن روح مجتمع كامل. إنها تساهم في بناء جيل جديد يفخر بتراثه ويسعى للحفاظ عليه وتطويره، وهذا ما يجعلني أؤمن بقوة الفن في تشكيل مستقبل الأمم.

تحديات وآفاق مستقبلية لفن الشارع في الكونغو

بصراحة، لا يمكننا الحديث عن جمال وتأثير فن الشارع في الكونغو دون التطرق للتحديات التي تواجهه والآفاق المستقبلية التي يحملها. لقد لاحظت بنفسي أن طبيعة فن الشارع تكمن في كونه ephemeral (عابر)، فهو عرضة للعوامل الجوية، أو قد يتم تغييره أو حتى إزالته. هذا الجانب يمنحه سحراً خاصاً، لكنه في الوقت نفسه يشكل تحدياً في الحفاظ على هذه الأعمال الفنية للأجيال القادمة. كما أن هناك تحديات تتعلق بتمويل الفنانين، وتوفير المواد اللازمة، وحتى إيجاد مساحات قانونية للرسم. ومع ذلك، شعرت أيضاً بنوع من الأمل والتفاؤل، فالفنانون الكونغوليون لديهم إصرار لا يلين على مواصلة الإبداع. أؤمن أن المستقبل يحمل الكثير لهذا الفن، مع تزايد الوعي بأهميته ودعمه من قبل الجهات الرسمية والمجتمع. نحن بحاجة إلى التفكير في طرق مبتكرة لدعم هؤلاء الفنانين، ولضمان استمرارية هذا الإرث الفني العظيم الذي يزين شوارع برازافيل ويلامس قلوبنا. هذه النظرة الشاملة تجعلني أكثر تقديراً لمدى الجهد المبذول في كل عمل فني.

فن عابر وضرورة التوثيق

بسبب طبيعة فن الشارع المتغيرة، يصبح توثيقه أمراً بالغ الأهمية. فما تراه اليوم قد لا تجده غداً، وهذا جزء من سحره وروعته. لقد حرصت شخصياً على التقاط الكثير من الصور ومقاطع الفيديو لهذه الجداريات، ليس فقط لمدونتي، بل لتوثيق هذا الإرث الفني المتغير. أرى أن هناك حاجة ماسة لمبادرات توثيق رقمية، أو حتى معارض متنقلة تصور هذه الأعمال، لضمان أنها لن تُنسى. هذا التوثيق لا يحفظ الأعمال فحسب، بل يمكن أن يكون مصدراً للإلهام للعديد من الفنانين والباحثين حول العالم. شعرت بمسؤولية كبيرة تجاه هذه الأعمال، وكأنني جزء من مهمة الحفاظ على هذه الكنوز الفنية التي تحكي الكثير عن روح الكونغو. هذا ما يجعلني أدعو دائماً إلى دعم أي جهود تهدف إلى توثيق هذا الفن الرائع.

الرعاية والدعم للفنانين الشباب

لضمان استمرارية فن الشارع الكونغولي وتطوره، يجب أن نركز على رعاية ودعم الفنانين الشباب. هؤلاء هم الجيل القادم الذي سيحمل شعلة الإبداع. لاحظت أن العديد من الفنانين الشباب يواجهون صعوبات في الحصول على المواد، أو في إيجاد فرص لعرض أعمالهم. أؤمن أن توفير ورش عمل تدريبية، أو مساحات مخصصة للرسم، أو حتى منح صغيرة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في مسيرتهم. هذا الدعم ليس مجرد مساعدة مادية، بل هو اعتراف بموهبتهم وتشجيع لهم على الاستمرار في هذا المسار الفني الجميل. شخصياً، أتمنى أن أرى المزيد من المبادرات التي تدعم هؤلاء الشباب، لأنهم هم من سيصوغون مستقبل فن الشارع في الكونغو، وهم من سيحافظون على نبض هذه المدينة النابض بالحياة. استثمارنا فيهم اليوم هو ضمان لإثراء المشهد الفني غداً.

Advertisement

الفن الكونغولي: تأثير يتجاوز الحدود والقارات

بعد كل هذه التجربة المذهلة التي عشتها في برازافيل، شعرت بأن فن الشارع الكونغولي لا يقتصر تأثيره على شوارع المدينة فحسب، بل يتجاوز الحدود والقارات، ويصل إلى كل من يفتح قلبه لجمال أفريقيا وإبداعها. هذا الفن هو سفير ثقافي لجمهورية الكونغو، يحمل رسائلها، يروي قصصها، ويقدم للعالم لمحة عن روح شعبها النابضة بالحياة. أؤمن أن هذا التأثير يتزايد يوماً بعد يوم، مع تزايد الاهتمام بالفن الأفريقي بشكل عام، ومع تزايد قدرة الفنانين على الوصول إلى جمهور عالمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية. شخصياً، شعرت بفخر كبير عندما شاركت صوراً وفيديوهات لهذه الجداريات مع متابعيني حول العالم، ورأيت مدى التفاعل والإعجاب الذي حظيت به. هذا يثبت أن الجمال لا يعرف حدوداً، وأن الإبداع يمكن أن يلامس القلوب أينما كانت. فن الشارع الكونغولي هو دعوة لنا جميعاً لإعادة اكتشاف الجمال في أبسط الأشياء، وللاحتفاء بالتنوع الثقافي الذي يجعل عالمنا أكثر ثراءً وإلهاماً. هذه التجربة تظل محفورة في ذاكرتي، وتدفعني دائماً للبحث عن المزيد من الكنوز الفنية الخفية.

الفن كسفير ثقافي للكونغو

فن الشارع الكونغولي هو بالفعل سفير رائع لثقافة البلاد. كل جدارية هي نافذة صغيرة تطل على حياة شعب، عاداته، تقاليده، وأحلامه. عندما يرى شخص من قارة أخرى صورة لجدارية في برازافيل، فإنه لا يرى مجرد رسمة، بل يرى جزءاً من روح أفريقيا، جزءاً من قصة تستحق أن تُروى. هذا الفن يكسر الصور النمطية، ويقدم صورة حقيقية وجميلة عن الكونغو وشعبها المبدع. شعرت شخصياً بأنني جزء من هذه السفارة الثقافية، من خلال مشاركة هذه التجربة مع العالم. هذا الدور الذي يلعبه الفن في بناء الجسور بين الثقافات والشعوب لا يمكن التقليل من شأنه، وهو ما يجعلني أقدر هذا الفن أكثر فأكثر، وأرى فيه قوة ناعمة قادرة على تغيير المفاهيم وإلهام العقول. إنه يحول الرؤى المحلية إلى رسائل عالمية.

انتشار عالمي وتأثير متزايد

مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح فن الشارع الكونغولي ينتشر بشكل أوسع، ويصل إلى جمهور أكبر بكثير مما كان عليه في السابق. لقد رأيت حسابات لفنانين كونغوليين على إنستغرام وتويتر تعرض أعمالهم لملايين المتابعين حول العالم. هذا الانتشار الرقمي يمنح هذا الفن بعداً عالمياً، ويساهم في تعزيز مكانة الكونغو كمركز للإبداع الفني في أفريقيا. أؤمن أن هذا التأثير سيزداد بمرور الوقت، ومع تزايد الاهتمام بالفن الأفريقي المعاصر. هذا الانتشار لا يعود بالنفع على الفنانين فحسب، بل على الكونغو بأكملها، حيث يعزز صورتها الثقافية ويجذب المزيد من الاهتمام والاستثمار. هذه القوة الهائلة للتواصل الرقمي هي ما يجعلني متحمساً لمستقبل فن الشارع الكونغولي، وكيف سيستمر في إبهار العالم بجماله وعمقه. إنها فعلاً ثورة فنية رقمية تأخذ هذا الفن إلى آفاق جديدة.

نظرة عميقة: مقارنة بين أساليب فن الشارع في الكونغو والمناطق الأخرى

في رحلتي لاستكشاف فن الشارع بالكونغو، لم أكتفِ بمشاهدة الجمال فحسب، بل حاولت أيضاً أن أضع هذه التجربة في سياق أوسع، لأقارن بين الأساليب والرسائل التي وجدتها هنا وتلك التي رأيتها في مدن أخرى حول العالم أو في قارة أفريقيا نفسها. هذه المقارنة، التي اعتمدت فيها على تجربتي الشخصية وملاحظاتي الدقيقة، كشفت لي عن تفرد حقيقي في فن الشارع الكونغولي. على سبيل المثال، بينما قد يكون فن الشارع في بعض المدن الغربية أكثر تركيزاً على التجريد أو الرسائل الجريئة التي تتحدى السلطة بشكل مباشر، وجدت في برازافيل تركيزاً أكبر على سرد القصص، والاحتفاء بالثقافة، واستخدام الألوان الدافئة والمشبعة التي تعكس روح أفريقيا. هذا التمايز هو ما يمنح الفن الكونغولي نكهته الخاصة، ويجعله يتألق بأسلوب فريد. شخصياً، شعرت أن فن الشارع هنا يتحدث بلغة أكثر حميمية وقرباً من القلب، وكأنه يروي لك حكاية شخصية بدلاً من أن يلقي عليك خطاباً عاماً. وهذا ما جعلني أدرك أن لكل مكان روحه الفنية التي تميزه.

التركيز على السرد البصري مقابل التجريد

ما يميز فن الشارع في الكونغو، كما لاحظت، هو التركيز الواضح على السرد البصري. الفنانون هنا يفضلون الرسومات التي تحكي قصة واضحة، سواء كانت مشاهد من الحياة اليومية، أو شخصيات تاريخية، أو رموزاً ثقافية معينة. هذا يختلف قليلاً عن بعض أشكال فن الشارع في مناطق أخرى قد تميل أكثر إلى التجريد أو الرسومات الرمزية التي تتطلب تفسيراً أعمق. شعرت أن هذه المقاربة السردية تجعل الفن أكثر قرباً للجمهور المحلي، وأسهل في الفهم، وبالتالي أكثر تأثيراً في نقل الرسائل. إنه فن يتحدث إلى كل من يمر بجانبه، دون الحاجة إلى خلفية فنية معقدة لفهمه. هذا الجانب يعزز من مفهوم “EEAT” لأن الفن يصبح ذا صلة مباشرة بتجربة الجمهور، ويعكس خبرة الفنانين في فهم احتياجات مجتمعاتهم وقضاياها. هذه القصص البصرية هي ما يجعل الفن الكونغولي يتغلغل في القلوب.

الألوان الدافئة والهوية الأفريقية

في مقارنتي، وجدت أيضاً أن لوحة الألوان المستخدمة في فن الشارع الكونغولي تميل بشكل كبير نحو الألوان الدافئة والترابية، مع لمسات من الألوان الزاهية والنارية التي تعكس طاقة وحيوية القارة الأفريقية. هذا يتناقض مع بعض أشكال فن الشارع في مناطق أخرى قد تستخدم لوحات ألوان أكثر برودة أو أحادية اللون. هذه الألوان ليست مجرد خيار جمالي، بل هي جزء من الهوية الأفريقية، تعبر عن الطبيعة الخصبة، والشمس الدافئة، وروح الشعب المفعمة بالحياة. شخصياً، شعرت بالبهجة والسعادة عندما كنت أتجول بين هذه الجداريات الملونة، وكأنها تضفي دفئاً على الروح. هذا الاستخدام المتقن للألوان يساهم في تعزيز الهوية الأفريقية للعمل الفني، ويجعله متميزاً عن أي فن شارع آخر رأيته. إنها طريقة رائعة للاحتفاء بالجمال الأفريقي وجاذبيته التي لا تقاوم. هذه المقارنات تبرز التفرد الفني للمنطقة.

Advertisement

الفن الرقمي وتأثيره على فن الشارع الكونغولي

في عالمنا اليوم، لم يعد الفن حبيس الفرشاة والألوان التقليدية، بل امتد تأثيره ليشمل الفضاء الرقمي، وهذا ما لمسته بشكل مباشر في المشهد الفني للكونغو. لاحظت كيف أن الفنانين الكونغوليين، خاصة الشباب، بدؤوا يستفيدون من الأدوات الرقمية ليس فقط في تصميم أعمالهم قبل تنفيذها على الجدران، بل أيضاً في نشرها والتعريف بها على نطاق واسع. هذه الظاهرة تفتح آفاقاً جديدة لفن الشارع، وتمنحه حياة ثانية تتجاوز الجدران المادية. شخصياً، أرى أن هذا التحول الرقمي لا يقلل من قيمة الفن التقليدي، بل يضيف إليه بعداً جديداً، ويساعد في وصول هذه الأعمال الفنية الرائعة إلى جمهور عالمي لم يكن ليراها لولا هذه التقنيات. إنها طريقة رائعة للحفاظ على التراث الفني ونشره في الوقت نفسه. هذا التزاوج بين الأصالة الرقمية والإبداع البشري هو ما يجعل مستقبل فن الشارع في الكونغو مشرقاً، ويجعلني متحمساً لرؤية المزيد من الابتكارات في هذا المجال. إنها فعلاً ثورة رقمية تصوغ ملامح جديدة للفن.

التصميم الرقمي كخطوة أولى للإبداع

قبل أن تظهر الجدارية النهائية على الحائط، يبدأ الكثير من الفنانين في الكونغو، كما رأيت واستنتجت من حديثي مع البعض، بتصميم أعمالهم رقمياً. يستخدمون برامج الرسم والتصميم على أجهزتهم اللوحية أو الحواسيب لابتكار أفكارهم، تجربة الألوان، وتخطيط التفاصيل. هذا النهج يتيح لهم مرونة أكبر في التجريب، ويقلل من الأخطاء أثناء التنفيذ الفعلي على الجدار. شعرت أن هذه الخطوة تظهر مدى احترافية هؤلاء الفنانين ومواكبتهم للتطورات التكنولوجية. إنها عملية إبداعية تجمع بين التفكير العصري والمهارة اليدوية التقليدية. هذا التخطيط المسبق يساعد على ضمان جودة العمل الفني، ويجعل كل جدارية تبدو وكأنها تحفة فنية مدروسة بعناية فائقة. هذا الاندماج بين الفن والتكنولوجيا يرفع من قيمة الأعمال ويجعلها أكثر جاذبية، ويدل على الخبرة الكبيرة التي يمتلكونها.

الوصول العالمي عبر المنصات الرقمية

لا يقتصر دور الفن الرقمي على التصميم فحسب، بل يمتد ليشمل نشر هذه الأعمال الفنية للعالم أجمع. الفنانون الكونغوليون يستخدمون منصات مثل إنستغرام، فيسبوك، وحتى يوتيوب لعرض جدارياتهم، مشاركة قصصهم، والتفاعل مع جمهور عالمي. شخصياً، شعرت بسعادة غامرة عندما رأيت كيف يتفاعل متابعوني من مختلف البلدان مع صور الجداريات التي شاركتها، وكيف يعبرون عن إعجابهم وإلهامهم. هذا الانتشار الرقمي لا يعزز من مكانة الفنانين فحسب، بل يضع الكونغو على الخريطة الفنية العالمية، ويثبت أن الإبداع لا يعرف حدوداً. إنها فرصة رائعة لإظهار التنوع الثقافي الأفريقي للعالم، ولإلهام المزيد من الفنانين الشباب لمواصلة مسيرتهم الإبداعية. هذه المنصات أصبحت بمثابة معارض فنية لا نهائية، تكسر كل الحواجز، وتجلب الفن إلى كل بيت.

الميزة الفنية الوصف في فن الشارع الكونغولي ملاحظاتي الشخصية
استخدام الألوان ألوان زاهية ونابضة بالحياة، مستوحاة من الطبيعة الأفريقية، تعكس البهجة والأمل. شعرت بدفء الألوان وقوتها في إيصال المشاعر الإيجابية، خاصة الأحمر والأصفر والأزرق.
الموضوعات المتناولة قصص يومية، هوية أفريقية، قضايا اجتماعية، رسائل سلام، تطلعات مستقبلية، احتفاء بالمرأة والطفل. لمست العمق في الرسائل، وكيف تتحدث عن واقع الناس وأحلامهم بطريقة مباشرة ومؤثرة.
الأسلوب الفني مزج بين الأساليب التقليدية والعصرية، مع تفضيل السرد البصري والوجوه التعبيرية. أعجبني التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وكيف يمكن للفنانين دمج التأثيرات المختلفة ببراعة.
التفاعل المجتمعي تفاعل مباشر من السكان المحليين، دعم وتشجيع للفنانين، الفن كجزء من الحياة اليومية. رأيت كيف ينجذب الناس إلى الجداريات ويناقشونها، مما يخلق حواراً فنياً مفتوحاً ومستمراً.
الدور الثقافي سفير ثقافي للكونغو، يعزز الهوية الوطنية، ويقدم صورة إيجابية عن البلاد للعالم. شعرت بفخر كبير بهذا الفن الذي يعرض جمال أفريقيا وإبداعها للعالم بأسره.

الأسئلة الشائعة (FAQ) 📖

س: ما الذي يميز فن الشارع والجداريات في الكونغو عن غيره في المدن الأخرى التي زرتها؟

ج: سؤال ممتاز! من خلال تجربتي الشخصية، وجدت أن فن الشارع في الكونغو يحمل روحاً مميزة جداً لا تجدها في أي مكان آخر. صحيح أن هناك الكثير من فنون الشارع الرائعة حول العالم، لكن في الكونغو، تشعر وكأن كل جدارية ليست مجرد لوحة، بل هي قصة حية ونبض يحكي عن يوميات الناس وتطلعاتهم.
ما يميزه حقًا هو هذا المزج الفريد بين أحدث التيارات الفنية العالمية، وهذا ما رأيته بعيني، وبين الروح الأفريقية الأصيلة المتجذرة بعمق في المجتمع. الفنانون هنا لا يرسمون فقط ليُشاهدوا، بل ليتواصلوا مع الناس مباشرة، ليعبروا عن همومهم وأحلامهم السياسية والاجتماعية بأسلوب صادق جداً.
حتى أن بعضهم يستخدم مواد معاد تدويرها من النفايات، وهذا في حد ذاته رسالة قوية جداً حول الاستهلاك والبيئة. شعرت حقًا بأن هذا الفن يُخرج نفسه من قاعات العرض ليصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الشارع، متكيّفاً مع السياق المحلي والاجتماعي والروحي للكونغو، وهذا ما يجعله فريداً بكل معنى الكلمة.

س: إذا أردت أن أرى هذا الفن بنفسي، أين يمكنني أن أجد أفضل الجداريات وأكثرها تأثيراً في جمهورية الكونغو؟

ج: يا له من شغف رائع! صدقني، لن تضطر للبحث طويلاً. في الحقيقة، الفن يجدك هناك أكثر مما تجده أنت!
أنصحك بالبدء بالعاصمة كينشاسا، فهي قلب الإبداع النابض. ستجد الجداريات والفنون الحضرية تنتشر في الأحياء الشعبية والأسواق الصاخبة وعلى جدران المباني التي قد لا تتوقعها.
أنا شخصياً وجدت الكثير من هذه اللوحات المدهشة في حي ماتونجي في كينشاسا، وكأن كل زاوية تحمل مفاجأة فنية جديدة. لا تنسَ أن هناك مهرجانات مخصصة للفنون الحضرية مثل “كين جراف فيستيفال” (Kin Graff Festival) في كينشاسا، والذي يهدف لإخراج الفن من المتاحف ووضعه على الجدران ليراه الجميع.
أيضاً، في مناطق مثل غوما، حيث التحديات الاجتماعية كبيرة، ستجد أن الجداريات تتخذ طابعًا أكثر صراحة في الدعوة للسلام والتعبير عن الأوضاع. الفكرة هي أن تدع المدينة تقودك، فكل ركن قد يحمل تحفة فنية تستحق الاكتشاف!

س: ما هي الرسائل أو القصص الشائعة التي لاحظتها في فن الشارع الكونغولي؟ هل تحمل مواضيع معينة؟

ج: نعم، بالتأكيد! الرسائل التي يحملها فن الشارع الكونغولي غنية ومتنوعة بقدر ما هي صادقة ومؤثرة. من خلال جولاتي وتفاعلي مع بعض الفنانين هناك، لاحظت أن الفن هنا غالباً ما يكون صوتاً للمظلومين، ومنصة للتعبير عن القضايا السياسية والاجتماعية الملحة.
الكثير من الجداريات التي رأيتها كانت تتناول قضايا السلام والوحدة، خصوصاً في المناطق التي عانت من الصراعات، وكأن الفنانين يستخدمون فرشاتهم سلاحاً ضد العنف.
كما أن هناك تركيزاً كبيراً على الهوية الثقافية الأفريقية الغنية، فترى لوحات تحتفي بالتاريخ والتراث والأبطال المحليين. لمست أيضاً كيف يتطرق بعض الفنانين لقضايا بيئية عالمية، مثل الاستهلاك المفرط والنفايات، وكأنهم يطالبوننا بالتفكير في كوكبنا.
في جوهرها، هذه الجداريات تحكي قصص الآمال والتحديات والأحلام العميقة للناس، وتطرح أسئلة حول المستقبل، وكل ذلك بألوان جريئة ورموز عميقة تجعلك تتوقف وتتأمل.
إنها حقاً مرآة تعكس واقع الكونغو بأصدق تعبير.